" عملية التعرف وقياس البيانات الخاصة بالموارد البشرية وتوصيل هذه المعلومات للأطراف المختصة".
[1]كذلك عرفت جمعية المحاسبين الأمريكية A.A.A المحاسبة عن الموارد البشرية بأنها :
" عملية تحديد وقياس وتوصيل المعلومات الخاصة بالموارد البشرية إلى متخذي القرارات ".
ويؤخذ على التعريفين السابقين عدم الوضوح في تفسير أهمية التعرف على البيانات الخاصة بالموارد البشرية وكذلك عدم توضيح مفهوم وطبيعة البيانات الخاصة بذلك وهدف المحاسبة عن الموارد البشرية"
[2].وهناك تعريف آخر للمحاسبة عن الموارد البشرية اعم واشمل :
" عملية إعداد نظام متكامل لجميع المعلومات الإدارية وتقييم الأداء الخاص بالموارد البشرية وتصنيفها وقياسها بمعدلات معيارية وتسجيلها وتحديدها بصفة دورية وتقديمها للأطراف المختصة مما يساعد تلك الأطراف على اتخاذ القرارات المناسبة للتخطيط ويتبع ذلك الرقابة على الأداء " 2 .
ويمكن أن نحدد النقاط التالية في التعريف السابق :
جمع البيانات الخاصة بالموارد البشرية ( تكاليف الحصول على الموارد البشرية ، تكاليف التدريب والتأهيل ، المؤهلات ….) .
تصنيف البيانات الخاصة بالموارد البشرية التي تعمل في المنشاة .
أن تقوم المنشاة بمقابلة قيمة الموارد البشرية بتكاليف تلك الموارد .
إيصال المعلومات لكل من يطلبها سواء داخل أو خارج المنشاة بكل دقة وفي الوقت المناسب حتى يتم اتخاذ القرارات المناسبة 2.
أهمية قياس الموارد البشرية في المشروع :
تستهدف المحاسبة عن الموارد البشرية قياس الموارد البشرية المتاحة والمستخدمة في الوحدات الاقتصادية المختلفة مما يساهم في مساعدة الإدارة بمستوياتها المختلفة على القيام بوظائفها في التخطيط والرقابة على الموارد البشرية بفاعلية وكفاءة . هذا ولقيت فكرة قياس الموارد البشرية وإظهارها في الميزانية كأصل من أصول المشروع تأييدا كبيرا لما لها من أهمية من حيث :
قياس العائد على راس المال المستخدم في المشروع من خلال العلاقة بين صافي الأصول بما فيها الأصول البشرية مما يعطي دقة وموضوعية في القياس .
تخطيط الموارد البشرية في المشروع : إن عملية التخطيط ورسم التصورات المستقبلية تتطلب توافر البيانات والمعلومات عن كافة موارد المشروع المتاحة لديه وذلك لمساعدة الإدارة في اتخاذ القرارات المناسبة والمحاسبة عن الموارد البشرية تؤمن للإدارة ما تحتاجه من معلومات وبيانات عن الأصول البشرية . وهذا بدوره يساعد الإدارة على تخصيص الموارد البشرية على أفضل الوظائف والمهارات المتاحة بالمشروع إضافة إلى ترشيد الإنفاق على الموارد البشرية وتحديد الحجم الأمثل من الاحتياجات البشرية 0
[3]أما الدور الرقابي الذي تلعبه المحاسبة عن الموارد البشرية فيتضمن : حث الإدارة على المحافظة على الأصول البشرية للشركة وعدم تصفية تلك الأصول من جهة وإيجاد وسيلة لتقييم مدى قيام الإدارة بالمحافظة على الموارد البشرية وذلك لمعرفة مدى نجاح الإدارة في إدارة واستثمار والاستغلال الأمثل من الموارد البشرية المتاحة .1
إن المسؤولية الاجتماعية تجاه المشروع تفرض على المشروع الاهتمام بعنصر المورد البشري ورفع كفاءته وقدرته على الأداء من خلال تهيئة البيئة المناسبة للعمل وكذلك التدريب المستمر لرفع وصقل قدراته . والمحاسبة عن الموارد البشرية تمكن القائمين على تقييم المشروع تجاه المجتمع من توفر المعلومات الخاصة بالعنصر البشري.
يمكن أن تقدم المحاسبة عن الموارد البشرية خدمة للأطراف الخارجية تساعدهم في عملية اتخاذ القرارات المتعلقة بهم وذلك من خلال معرفة قيم الأصول البشرية التي تتواجد في المشروع ومدى تأثيرها على الوضع المالي فيه0
أهداف المحاسبة عن الموارد البشرية :
تسعى المحاسبة عن الموارد البشرية إلى بلوغ الأهداف التالية :
1-مساعدة الإدارة والأطراف الخارجية في اتخاذ القرارات المتعلقة بتخطيط واستخدام ورقابة الموارد البشرية
[4]2-توفر للإدارة معلومات عن التكاليف الفعلية لاستجلاب الموارد البشرية وتنمية تلك الموارد سواء بإضافة موارد جديدة أو تطوير الموارد الحالية .
3-المساعدة في إعداد الموازنة التخطيطية لتكاليف الحصول على الموارد البشرية
[5] وتنميتها .4- تساعد على استخدام الموارد البشرية المتاحة بكفاءة وفعالية 1 .
5- تحديد قيمة الأفراد بالنسبة للمنشاة وذلك بإيجاد مقاييس صالحة وموثوق بها .
6- تحديد اثر برامج خفض التكاليف بما يخص الموارد البشرية ( عزوف الإدارة عن إجراء دورات تدريبية تخصصية _ عدم إجراء اختبارات كافية لتحديد الأفراد المراد تعيينهم ..) مما ينعكس وبشكل مباشر على الإنتاجية و معدل دوران العمل وهذا ما تظهره المحاسبة عن الموارد البشرية بشكل واضح من خلال التقارير والبيانات التي تقدمها فيما يتعلق بالموارد البشرية . 1
7- تهدف المحاسبة عن الموارد البشرية الى إعداد البرامج التدريبية اللازمة لرفع مهارات وقدرات الأفراد وذلك بما تظهره من تكاليف هذه البرامج والعائد المتوقع مقابل ذلك
[6].8- مساعدة الإدارة في توزيع الأفراد على الوظائف المختلفة بشكل يؤدي إلى افضل تخصيص ممكن5 وهذا يتطلب تحديد معدل العائد من استخدام العامل في مختلف المناصب .
9- تحديد العائد الذي يحصل عليه المشروع من راس المال البشري وتقييم قرارات الاستثمار في القوى العاملة وذلك بمقارنة التكلفة بالمنفعة لمختلف البدائل .
10- العمل على إيجاد بعض النسب المالية المتعلقة بالموارد البشرية والتي تفيد في عملية التحليل المالي واتخاذ القرارات المختلفة بما يخص الفترة الحالية والمقبلة ( معدل راس المال إلى راس المال البشري ..وهذا يفيد في تحديد كثافة العمل في المشروع ..)
11 - تحديد تغيرات هيكل القوى العاملة بفعل عوامل مثل تغير توزيع أعمار المستخدمين واثر ذلك على المقدرة الايرادية ومعدلات النمو .
<hr align=left width="33%" SIZE=1>
[1] - يوحنا عبد ال أدام " محاسبة الموارد البشرية " مجلة الإدارة العامة العدد ( 28 ) 1988 ص 97 -98
[2] - احمد موسى " دراسات في المحاسبة الاجتماعية " دار النهضة العربية 1979 ص 314
[3] - اريك فلامهولمز " المحاسبة عن الموارد البشرية " دار المريخ السعودية ص 96 -98
[4] - احمد موسى " دراسات في المحاسبة الاجتماعية " دار النهضة العربية 1979 ص314
[5] - عبد الفتاح عبده " مفاهيم الأصول ومدى انطباقها محاسبيا على الموارد البشرية " ص 135
[6] - يوحنا عبد ال أدام " محاسبة الموارد البشرية " مجلة الإدارة العامة العدد ( 28 ) 1988 ص 103
_________________
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]- تحديد الفرق بين القيمة العامة والقيمة الخاصة للموارد البشرية حيث تتحدد القيمة العامة بمتوسط الأجور في الصناعة بينما تتحدد القيمة الخاصة بهيكل الأجور في المشروع .
الاتجاهات العلمية والنظرية في قياس وتقييم الأصول البشرية :
ظهرت عدة دراسات وبحوث علمية تستهدف قياس وتقييم الأصول البشرية وعلى الرغم من أن هذه الدراسات المتنوعة تختلف في مناهجها إلا أنها تتفق وأهمية قياس هذه الأصول البشرية لما لذلك من آثار جوهرية على حسن أداء الإدارة لوا جباتها .
[1]والقياس هو اعم واشمل من التقييم حيث يعبر التقييم عن ربط الشيء المقاس بوحدة النقد فقط بينما نجد إن القياس عبارة عن مقارنة الشيء المرغوب قياسه بوحدة ثابتة وذلك لتحديد كمية أو قيمة الشيء . وفيما يلي أهم الطرق التي تناولت تقييم الأصول البشرية :
أولاً –طريقة تقييم الأصول وفق التكلفة التاريخية:
هي التضحية التي تتكبدها المنشأة في سبيل الحصول على المورد البشري على أساس التكلفة المدفوعة فعلاًفي الحصول على الموارد البشرية وتشمل هذه التكاليف على :
تكاليف الاستدعاء – الاختيار- تسليم الفرد للعمل- التأهيل والتدريب – مكافأة نهاية ترك الخدمة
وتتم رسملة هذه التكاليف تمهيداً لتوزيعها على العمر الإنتاجي المتوقع للعاملين وتحديد قسط الإطفاء السنوي الذي يضاف إلى مصاريف المدة المحاسبية الذي تم استخدام الأصل خلالها
[2] مع الاعتراف بالخسائر في حالة تصفية الأصل ( تسريح أو إنهاء خدمة مبكراً أو وفاة) أو زيادة قيمة الأصل للإفصاح عن التكاليف الإضافية المتوقع لها أن تزيد طاقة خدمة الأصل[3].وبالرغم ما تتميز به هذه الطريقة من سهولة وموضوعية في التعبير عن قيمة الأصول البشرية وأنها تتمشى مع الأسلوب التقليدي في المحاسبة عن الأصول إلا أنها تعرضت لعدة انتقادات منها:
1- لا توضح التغييرات الحاصلة في قيمة الأصول البشرية بفعل مرور الزمن وما تكتسبه من معارف وخبرات.
2- لا تؤدي إلى أي قيم قابلة للمقارنة بسبب أن تكلفة الحصول على البشر وتكلفة التعلم تختلف من فرد لآخر داخل المنشأة الواحدة.
3- لا تأخذ بعين الاعتبار تغيرات الأسعار في وقت التضخم وبالتالي تفاوت القيمة الاقتصادية للأصول البشرية.
4- إن أي زيادة أو إطفاء في قيمة الأصل تكون ذاتية بمعنى أنه لا يظهر أي علاقة ارتباط بزيادة أو انخفاض إنتاجية الأصول البشرية
مثال:
يرغب مدير أحد المعامل في تحديد قيمة خبير كيميائي معتمداً على أسلوب التكلفة التاريخية.
فإذا علمت أن: تكلفة الاستدعاء 2500،وتكلفة الاختيار 7000، وتكلفة التأهيل 20000، وتكلفة تسليمه العمل 2000 .
فما هي قيمة هذا الخبير ؟
الحل:
2500+7000+20000+2000=31500.
ثانياً – طريقة التكلفة الاستبدالية:
نعني بالتكلفة الإستبدالية التكلفة التي تتحملها المنشاة في سبيل تعيين وتدريب وتطوير عدد مماثل للموارد البشرية الحاليين . بمعنى آخر ما يتم تحمله من تضحية اليوم في سبيل إحلال مورد بشري مستخدم حاليا . أي أن على المشروع أن يتحمل كافة النفقات الواجب إنفاقها على مورد بديل حتى يصبح قادرا على إعطاء نفس الخدمات التي يقدمها المورد الحالي في المشروع
[4].ونميز نوعين من تكلفة الاستبدال
[5]:استبدال وظيفي: وهي التضحية بالموارد الاقتصادية التي ستتحملها المنشأة في سبيل احلال شخص محل شخص آخر يشغل وظيفة معينة بالتنظيم بحيث يكون البديل قادر على القيام بنفس المهام .
وتتضمن تكلفة الإحلال الوظيفي ثلاث عناصر وهي:
تكلفة الحصول – تكلفة التعلم – تكلفة ترك الفرد للخدمة
استبدال شخصي: وهي التكلفة التي تتحملها المنشأة في سبيل احلال شخص محل شخص آخر يكون قادر على تقديم نفس الخدمات التي يقدمها الشخص الحالي وهي تشمل عل تكلفة الحصول فقط .
ويتميز أسلوب التكلفة الاستبدالية :
أنه بديل جيد عن القيمة الاقتصادية حيث يراعي تغيرات أسعار السوق.
يساعد في عملية التخطيط عن طريق توفير تقديرات تكاليف الحصول على العاملين للوظائف النختلفة.
يعاب على هذه الطريقة:
1- إن قيمة شخص معين بالنسبة للمنشأة قد تكون أعلى من تكلفة استبداله المخصصة.
2- قد لا يتوفر لأصل بشري معين تكلفة استبدال معادلة له.
3- عدم وجود سوق لبيع وتبادل الأشخاص.
مثال:
ترغب شركة هندسية باستبدال مهندس ممتاز لديها بمهندس آخر يحمل نفس الخبرات .
فإذا علمت:
ان التكلفة الدفترية للمهندس المراد استبداله (50000) ل.س.
إن القيمة السوقية للمهندس البديل (100000) ل.س.
إن المنشأة سوف تدفع في سبيل الحصول على المهندس (40000).
والمطلوب:
تحيد التكلفة الاستبدالية للمهندس.
هل المنشأة مستفيدة من عملية الاستبدال تلك؟
الحل:
الكلفة الاستبدالية للمهندس= تكلفة المهندس الدفترية + المبلغ الذي تدفعه المنشأة في سبيل الحصول على المهندس البديل.
50000+40000=90000 ل.س
إن المنشأة مستفيدة من عملية تبديل المهندس باعتبار أن ماستخسره المنشأة في سبيل الحصول على المهندس البديل هو أقل من قيمته السوقية.
ثالثاّ – طريقة الفرصة الضائعة :
[6]<hr align=left width="33%" SIZE=1>
[1] - يوحنا عبد ال ادم " محاسبة الموارد البشرية " مجلة الإدارة العامة العدد ( 28 ) 1988 ص 105
[2] أ.مؤيد الفضل –دعلي الدوغجي –د عبد الناصر نور "مشاكل محاسبية معاصرة " ص105
[3] د رضوان حلوة حنان "بدائل القياس المحاسبي المعاصر" ص220
[4] يوحنا عبد ال ادام " محاسبة الموارد البشرية " مجلة الإدارة العامة العدد ( 28 ) 1988 ص 113
[5] د رضوان حلوة حنان"بدائل القياس المحاسبي المعاصر" ص220-221
[6] اريك فلامهولمز " المحاسبة عن الموارد البشرية " دار المريخ السعودية ص 293
_________________
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]